الاربعاء 29 يناير 2025 4:46:47
أكد المخرج خالد الحلفاوي، النجل الأكبر للفنان الراحل نبيل الحلفاوي، أنه بعد مرور أكثر من أربعين يوما على رحيل والده، يدرك تماما أن لكل إنسان عمرا مقدرا ينتهي بوقته.
وأضاف: "والدي كان خفيفًا في حضوره حتى في وداعه. تطورت حالته المرضية بسرعة، ولم يكن يرغب في معاناة طويلة له أو لمن حوله. مرض ورحل سريعًا، بنفس خفته المعتادة"، موضحا أن فترة مرض والده لم تتجاوز شهرين: "بدأ يشعر بالإرهاق، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات، اكتشفنا مرضه، وكان في مراحله الأخيرة. لم يتح لنا الوقت لاستيعاب الموقف والتعايش معه".
وأكمل: "أنا وأخي وليد كنا نحاول احتواء الموقف وعدم إشعاره بأي معاناة. هو بنفسه لم يكن مهتمًا بالبقاء في الدنيا وكان دائمًا يقول: خلاص، عملت كل حاجة.' كان أكثر ما يشغله أن نتأثر نحن أو نتوقف عن أعمالنا لرعايته"، كاشفا أن والده كان واعيًا حتى الأيام الأخيرة من حياته، مضيفا: "بدأ يدخل في حالة من فقدان الوعي تدريجا، ولم يتلقَّ العلاج الكيماوي إلا لفترة قصيرة جدًا."
وعن آخر حديث دار بينهما، قال خالد: "لحظة نقله إلى المستشفى، قال لي: "نفسي أغمض عيني وأفتحها ألاقي نفسي مع ربنا. فقط قمت بتقبيله".
وأكد المخرج خالد الحلفاوي أنه يعتبر نفسه محظوظًا لكونه نجل نبيل الحلفاوي ووالدته الفنانة فردوس عبد الحميد: "أنا محظوظ لأنهما شخصيتان محبّتان للناس. طفولتي كانت سهلة جدًا، ولم يكن بها أحداث كبيرة مؤثرة وحتى بعد انفصالهما، كان الانفصال هادئًا ولم يترك فيّ أي أثر نفسي سلبي. ولم أصب بـ"تروما" أتذكر أن الانفصال حدث وأنا في الخامسة من عمري. عشت مع والدتي، لكن والدي كان حريصًا جدًا على التواجد في حياتي. كان يمر عليّ يوميًا بسيارته تحت المنزل ليذاكر لي الدروس، وكان يأخذني إلى أسفل المنزل ومعه كتبي".
وكشف خالد أنه اكتشف لاحقًا أن والده رفض العديد من الأعمال والسفريات في تلك الفترة ليكون قريبًا منه. وقال: "عرفت بعد ما كبرت أنه كان يرفض أعمالًا وسفريات مهمة في وقت كان مهما في مسيرة شهرته. كان يقول: "لو سافرت، مين هيذاكر لخالد؟".
وأوضح خالد أن والده لم يكن صارمًا أو حاد الطباع، قائلا: "والدي كان نبيلًا بمعنى الكلمة. لم يكن حاداً بل كان طويل البال في النصح فقط صرامته في الأمور الخاطئة "مكنش بيحب الحال العوج"، وكان يوجه بحزم، لكن بدون أي عنف أو صراخ. لم يمد يده علينا أبدًا، وكان محبًا لنا جدًا، مثلما أحب بناتي الآن."
وأكد الحلفاوي، أنه تعلم من والده دروسًا عديدة، أبرزها احترام النفس: "والدي علمنا أن احترام النفس غير قابل للتفاوض، مهما كان المقابل. وكان يؤكد دائمًا أن احترام النفس يبدأ منذ الاستيقاظ وحتى النوم يوميا ".
وأضاف خالد: "والدي كان ينتقي أدواره بعناية كبيرة. لم يكن يقبل أي دور إلا إذا شعر أنه يناسبه ويستمتع به. بالنسبة له، التمثيل كان شغفًا وهواية، وليس مجرد وسيلة لجلب المال. ونجح في تحقيق معادلة صعبة؛ وهي الادخار للمستقبل حتى لا يُضطر لقبول أدوار لا تناسبه."
وعن مفارقة حضور المخرج محمد فاضل زوج والدته فردوس عبد الحميد، عزاء والده، علق قائلا: "مافيش استغراب دي علاقة صداقة ممتدة لأكثر من أربعين عاماً ومافيش فكرة "زوج الأم" وغيره دي عشرة ومواقف طويلة ووالدي كان متداخل في عائلة أمي بشكل كبير وهو محبوب لديهم حتى أشقاء وشقيقات أمي كانوا بيحبوه وكان أب لأولاد خالتي".